كَفَى يَا نَفس ما كان
كفاك هوىً و عصيانا
كفاك ففي الحشى صوت
من الإشفاق نادانا
أما آن المآب بلى
بلى يا نفس قد آن
خَطَوت خطاك مخطئة
فسرت الدرب حيران
فؤادي يَشتكي ذنبي
و يَشكو منك مَا كَان
أَعيدي للحمَى قلبي
و عودي عوديَ الآنَ
تَجَاذَبني هَوىً وَ هدى
و قلبي بَعد ما لانَ
كَأَنِّي ما سَمعت و ما
رَأيت الهدي إذ بان
كأني صَخرةٌ فَمَتَى
يَلين الصَّخر إيمانَ
أَرَى آلام أمَّتنا
كَسَقف اللَّيل يَغشانا
و أَمضي مغضياً طَرفي
وراء النفس هيمانا
نَسيت همومها فَمَتَى
أَعيش الهم إنسانا
ويا نفسي خَبَا نفسي
بضيق الصَّدر أَحزانَ
ظَنَنت سَعادتي لهواً
يزيح الهمَّ سلوَانا
فلم أزدَد سوى همٍّ
و لو أُضحكت أَحيانا
يسَافر بالهَوى قَلبي
بدور اللَّهو نَشوانا
فتوقفه محطات
تهز عراه إيمانا
ألا فارجع و أَرجع مَا
مضى بالقرب أزمانا
سياق التَّوب تَزجرني
فأحني الرَّأس إذ عانَى
فأطرق و الحشا يغلي
بما أسرفت نيرانا
أَصيح بتَوبتي نَدَما
كَفَى يَا نَفس مَا كَان
أَرى آلام أمتنَا
كَسَقف الليل يغشانا
نَسيت همومها فَمَتى
أعيش الهمَّ إنسانا
مع تحياتي:الفتى الفلسطيني